الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: خزانة الأدب وغاية الأرب (نسخة منقحة)
.منازعة بركيارق لأخيه محمود وانتظام سلطانه. كان بركيارق أكبر أولاد السلطان ملك شاه وكانت أمه زبيدة بنت ياقوتي بن داود وياقوتي عم ملك شاه ولما حبس بركيارق وخافت عليه أمه زبيدة دست لمماليك نظام الملك فتعصبوا له وكانت خاتون غائبة ببغداد مع ابنها محمود لفقد سلطانه فوثب الممالك النظامية على سلاح لنظام الملك باصبهان وأخرجوا بركيارق من محبسه وخطبوا له وبلغ الخبر إلى خاتون فسارت من بغداد وطلب العسكر تاج الملك في عطائهم فهرب إلى قلعة بوجين لينزل منها الأموال وامتنع فيها ونهب العسكر خزائنه وساروا إلى اصبهان وقد سار بركيارق والنظامية إلى الري فأطاعه أرغش النظامي في عساكره وفتحوا قلعة طغر عنوة وبعثت خاتون العساكر لقتال بركيارق فنزغ إليه سبكرد وكمستكن الجاندار وغيرهما من أمراء عساكره ولقيهم بركيارق فهزمهم وسار في أثرهم إلى أصفهان فحاصرهم بها وكان عز الملك بن نظام الملك باصبهان وكان واليا على خوارزم فحضر عند السلطان قبل مقتل أبيه وبقي هناك بعد وفاة السلطان فخرج إلى بركيارق ومعه جماعة من إخوانه فاستوزره بركيارق وفوض إليه الأمور كما كان أبوه..مقتل تاج الملك. وهو أبو الغنائم المرزبان بن خسر وفيروز كان وزيرا لخاتون وابنها ولما هرب إلى قلعة بوجين خوفا من العسكر كما قدمنا وملكت خاتون اصبهان عاد إليها واعتذر بأن صاحب القلعة حبسه فقبلت عذره وبعثته مع العساكر لقتال بركيارق فلما انهزموا حل أسيرا عنده وكان يعرف كفاءته فأراد أن يستوزره وكان النظامية ينافرونه ويتهمونه بقتل نظام الملك وبذل فيهم أموالا فلم يغنه ووشوا به فقتلوه في المحرم سنة ست وثمانين وكان كثير الفضائل جم المناقب وإنما غطى على محاسنه ممالاءته على قتل نظام الملك وهو الذي بنى تربة الشيخ أبي اسحق الشيرازي والمدرسة بإزائها ورتب بها أبا بكر الشاشي مدرسا..مهلك محمود. ثم هلك السلطان محمود وهو محاصر باصبهان لسنة من ولايته واستقل بركيارق بالملك..منازعة تتش بن ألبارسلان وأخباره إلى حين انهزامه. كان تاج الدولة تتش أخو السلطان ملك شاه صاحب الشام وسار إلى لقاء أخيه ملك شاه ببغداد قبيل موته فلقيه خبر موته بهيت فاستولى عليها وعاد إلى دمشق فجمع العساكر وبذل الأموال وأخذ في طلب الملك فبدأ بحلب ورأى صاحبها قسيم الدولة أقسنقر اختلاف ولد ملك شاه وحقرهم فأطاع تاج الدولة تتش وتبعه في طاعته وبعث إلى باغي يسار صاحب انطاكية وإلى مران صاحب الرها وحران يشير عليهما بمثل ذلك فأجابا وخطبوا لتاج الدولة تتش في بلادهم وساروا معه إلى الرحبة فملكها ثم إلى نصيبين فملكها واستباحها وسلمها لمحمد بن شرف الدولة مسلم بن قريش وساروا إلى الموصل وقدم عليه الكافي بن فخر الدولة ابن جهير من جزيرة ابن عمر فاستوزره وكانت الموصل قد ملكها علي بن شرف الدولة مسلم بن قريش وأمه صفية عمة ملك شاه وأطلقت تركمان خاتون عمه إبراهيم فجاء وملك الموصل من يده كما تقدم في أخبار بني المقلد فبعث اليه تتش في الخطبة وأن يهيىء له الطريق إلى بغداد فامتنع وزحف لحربه فانهزم العرب وسيق إبراهيم أسيرا إلى تتش في جماعة من أمراء العرب فقتلوا صبرا ونهبت أموالهم واستولى تتش على الموصل وغيرها واستناب عليها علي بن مسلم وهو ابن صفية عمة أبيه وبعث إلى بغداد في الخطبة ووافقه كوهراس الشحنة وحزر الجواب بانتظار الرسل من العسكر فسار تتش إلى ديار بكر فملكها ثم سار إلى اذربيجان وزحف بركيارق يعتذر من سعيه مع تتش فعزله بركيارق بسعاية كمستكن الجاندار بقسيم الدولة وأقام عوضه شحنة ببغداد الأمير مكرد وأعطاه أقطاعه وسار إلى بغداد ثم رده من دقوقا لكلام بلغه عنه وقتله وولى على شحنة بغداد فتكين حب..مقتل إسماعيل بن ياقوتي. كان إسماعيل بن ياقوتي بن داود بن عم ملك شاه وخال بركيارق أميرا على أذربيجان فبعث تركمان خاتون إليه فأطمعته في الملك وأنها تتزوج به فجمع جموعا من التركمان وغيرهم وسار لحرب بركيارق فلقيه عند كرخ ونزع عنه مكرد إلى بركيارق فانهزم إسماعيل إلى اصبهان فخطبت له خاتون وضربت اسمه على الدنانير بعد ابنها محمود وأرادت العقد معه فمنعها الأمير أنز مدير الدولة وصاحب العسكر وخوفهم وفارقهم ثم أرسل أخته زبيدة أم بركيارق فأصلحت حاله مع ابنها وقدم عليه فأكرمه واجتمع به رجال الدولة كمستكن الجاندار وأقسنقر وبوزان وكشفوا سره في طلب الملك ثم قتلوه وأعلموا بركيارق فأهدر دمه.
|